ليوبارد 2: أنباء عن موافقة ألمانيا على إرسال الدبابات إلى أوكرانيا
تعرض المستشار الألماني لضغط كبير للسماح بتصدير دبابات ليوبارد 2 إلى كييف
وافق المستشار الألماني، أولاف شولتس، على إرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا لدعمها في حربها مع روسيا، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
ونظرًا إلى أن ليوبارد 2 مصنعة في ألمانيا، فإن قوانين التصدير تقضي بأن أي دولة ترغب في إرسال الدبابات إلى بلد ثالث يجب أن تحصل على إذن من برلين.
وكانت ألمانيا مترددة في إرسال تلك الدبابات، من ناحيتها، أو السماح لدول أخرى بفعل الشيء نفسه، لأن أحد مخاوفها أن يؤدي أي تحرك مفاجئ إلى زيادة تصعيد الصراع مع روسيا.
وبعد ضغوط دولية، قرر شولتس إرسال ما لا يقل عن 14 دبابة ليوبارد 2، بحسب وسائل إعلام ألمانية.
ونشرت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية هذا الخبر في البداية نقلا عن مصادر حكومية، قبل أن يتم تأكيده على ما يبدو من مصدر آخر.
ولم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة الألمانية حتى الآن بهذا الشأن.
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة قد ترسل عددًا كبيرًا من دبابات أبرامز M1 إلى أوكرانيا، مضيفة أنه من المحتمل الإعلان عن ذلك خلال هذا الأسبوع.
وعقب هذه الأنباء، دعا مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، الدول الغربية إلى منح كييف مئات الدبابات لتشكيل “قبضة ساحقة” ضد روسيا.
وكتب على تليغرام بعد ظهور تقارير عن موافقة ألمانيا على إرسال الدبابات: “الدبابات هي أحد دعائم إعادة أوكرانيا حدودها إلى ما كانت عليه عام 1991”.
وكان رئيس الوزراء البولندي قد دعا ألمانيا إلى السماح لبلاده بتصدير 14 دبابة قتالية من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا.
وقال ماستيوس مورافيكي لبي بي سي، في وقت سابق من الثلاثاء، إن ألمانيا تتحمل “مسؤولية خاصة”، حيث أسهمت في تجميع “روسيا أموالا ضخمة” قبل الحرب بشراء الغاز الروسي.
وترى أوكرانيا أن الدبابات ضرورية لاختراق الخطوط الروسية والتغلب على هجوم متوقع.
وقال مورافيكي إنه سيمنح ألمانيا أسبوعًا أو أسبوعين لاتخاذ قرار، لكنه سيرسل الدبابات بغض النظر عن ما تقوله برلين.
وقال “سنفعل ذلك مهما كان القرار. لكننا نريد أن نسير وفق الإجراءات المطلوبة منا”.
وأكد أيضًا أن ألمانيا يجب أن ترسل بعضًا من دبابات ليوبارد 2 الخاصة بها، حيث قال إن لديها 350 دبابة ليوبارد عاملة و 200 دبابة في المخازن.
وتساءل “لماذا يتم الاحتفاظ بها في المخازن؟”
ويعتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن حوالي 300 دبابة ليوبارد ستساعد بلاده على هزيمة روسيا.
وقالت الحكومة الألمانية، لبي بي سي، إنها تلقت طلبًا من بولندا لتصدير 14 دبابة ألمانية الصنع لأوكرانيا الثلاثاء.
وصُممت دبابات ليوبارد 2 خصيصا لتنافس الدبابات الروسية تي-9 التي تستخدم في الغزو.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال مورافيكي إن التحرك العاجل من ألمانيا “مهم للغاية”.
وقال “لهذا السبب تحدثنا مع شركائنا الألمان، ليس للتسويف ولا للتأخير، ولكن فقط لاتخاذ قرارات شجاعة”.
وأضاف أن “ألمانيا لعبت دورًا رئيسيًا في حشد روسيا أموالا ضخمة لهذه الحرب من خلال شراء الغاز الروسي، والتجارة مع روسيا لوقت طويل. والآن هناك مسؤولية خاصة على عاتق ألمانيا”.
وكان رئيس الوزراء البولندي قد اتهم في وقت سابق ألمانيا بـ”المماطلة والمراوغة والتصرف بطريقة يصعب فهمها”.
وقال مورافيكي إن بولندا “على وشك إرسال” 50 إلى 60 دبابة أخرى إلى أوكرانيا.
ولم يذكر نوع تلك الدبابات، لكنه ربما كان يشير إلى المزيد من الدبابات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وأرسلت بولندا بالفعل حوالي 250 دبابة من طراز T-72 إلى أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الثلاثاء إن برلين أعطت الدول الحليفة الضوء الأخضر لتدريب الأوكرانيين على استخدام دبابات ليوبارد 2، لكنها لم تلتزم بإرسال دباباتها.
وأضاف أن قرارا بشأن توريد الدبابات سيتخذ قريبا، مشيرا إلى أن أي قرار سيتخذ سيكون على المستوى السياسي.
وقال بيستوريوس في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: “إننا نشجع شركاءنا إذا كانوا يريدون ذلك، وإذا أتيحت لهم الفرصة، لبدء تدريب القوات الأوكرانية على دبابات ليوبارد هذه”.
وأصيبت دول الحلفاء بالإحباط مما تعده إحجاما ألمانيا عن إرسال تلك المركبات المدرعة في الأيام الأخيرة.
وفي حديثه الثلاثاء، قال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، إنه ناشد ألمانيا “الانضمام إلى تحالف الدول التي تدعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2”.
وأضاف: “هذه هي قضيتنا المشتركة، لأن أمن أوروبا كلها على المحك”.
لكن بيستوريوس دافع عن المستشار الألماني أولاف شولتس، في مواجهة الانتقادات القائلة بأنه يتباطأ.
وقال “أخذ زمام المبادرة لا يعني المضي قدما بشكل أعمى. وإذا استغرق القرار يوما أو يومين آخرين، فهذه هي الطريقة”.
يذكر أن بريطانيا تعهدت بإرسال 14 دبابة من طراز تشالنجر إلى أوكرانيا، وتدرس فرنسا إرسال بعضا من دباباتها القتالية “لوكلير” .
